أحاول البحث عما سقط
سمعت صوته
...
تحسستُ طاولتي
...
فنجان قهوتي ...
وردتي ماتزال في مكانها
أوراقي ما تزال
أسيرة بين أقلامي
مازال ذلك المصنف الذي
يحمل
أوراقا ً فوضوية وكلمات
عشوائية
يشاطر طاولتي
واللون البنفسجي مازال لا
يعرف متى يبتسم
لكني سمعت الرنين ...
فهو قد مزق جدران
غرفتي
ما يزال ذلك الصدى
الذي اخترق أضلعي
يدوي في مسامعي
أبحث عما سقط
!!
احتويت ُ الغرفة بنظرة
حائرة
لعلي أجد ضالتي
ربما هي أيامي ...
لكنها ما تزال كما هي
تحمل طرقات كثيرة
...
تحمل أشخاص قد
تركوا بعض الزمن هنا
أشخاصا قد سقطوا
جيلاً بعد جيل من النسيان
هذا الصوت يشبه
وجودهم المتعثر في حياتي
حاولت البحث عما سقط
وددت لو أني ألتقط بعض
ذكراهم
لو أني أرحل مع هذا
الرنين لوهمهم
الوهم الذي زرع زمنا بين
كفي ّ
ورسم لوحة في عيني
ربما هذا صوت
رحيلهم عن أيامي
صوت كلماتهم ...
وهي تترك لي الكثير من الآلام
مازلت أبحث عما سقط
تحسست بعض ذاتي ...
أهو ذاكرتي ؟!
أهو أسطورتي التي
تسكنني ؟!
أهو مستقبلي الذي
تبعثر في الرنين ؟!
أبحث عما سقط
عما سقط عن الخرائط من
الأوطان
وعما سقط عن التاريخ من
أسماء
وعما سقط من حياتي من
أيام
هو رنين سمعته
...!
أعود به إلى أقدام
سحقت الياسمين
إلى أقدام غزت
أسوار قلبي
تركت بعض الرنين
يدوي في مسامع الجدران
جدران ذاكرة لا
تحمل سوى
قسوة الحجارة
انحنيت نحو أرضية غرفتي
نحو الصوت الذي سقط
والتقطت قطعة نقود معدنية
سقطت ولكنها لم تختار
الصمت
طريقا للبحث عنها
لم ترضى ان تسقط في رياح
تحمل دمعة
لا صوت لها
وذاكرة لا رنين لها
سقطت وسمعت رنينها
والتقطتها
انها قطعة نقود
سأشتري بها
كل ما سقط..............